لم تكن فى يوم من الأيام جزءًا من الدين كما يتصور البعض، بل كانت نظامًا سياسيًا اختاره الصحابة
فقد خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والذى هو للأصوليين إمام وباعث لفكر أهل السنة، ولكن السلطان العثمانى اعتبره خارجًا ومارقًا ويجوز حربه وقتله، واستصدر خليفة المسلمين العثمانى فتوى بأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كافر، وطلب من والى مصر محمد على باشا أن يحرك الجيش لقتاله فى الجزيرة العربية، فكيف للأصوليين أن يجمعوا بين نقيضين؟ كيف لهم أن يكتبوا أشعارًا ويتغنوا بما أسموه الخلافة العثمانية وهى ذاتها من حاربت شيخهم مجدد الدين محمد بن عبد الوهاب
وفى سنة 25 صدر كتاب الشيخ على عبد الرزاق «الإسلام وأصول الحكم»، والذى أحدث معركة فكرية شرسة، ففيه انتصر مؤلفه إلى أن الخلافة ليست من الدين فى شئ، وإن اعتبار الخليفة فى مقام النبى صلى الله عليه وسلم لا يصح، وقد فصل الشيخ على عبد الرزاق من منصبه كقاض شرعى بسبب هذا الكتاب والذى عارضه الأزهر وبعض العلماء والمثقفين ومن بينهم طه حسين الذى ما لبث أن تراجع عن موقفه بعد ربع قرن من الزمان وأعلن فى عام 50 بأنه راجع الكتاب وآمن بكل حرف فيه واعتذر عن موقفه الأول.. وللحديث بقية.