الحيوان لا يعمل حسابًا للغد، لأنه يعايش الحاضر ويعجز عن تجاوز اللحظة، هو «يعيش اللحظة» بعمق وحيوية وتدفق، هو محكوم بوظائف بيولوجية معينة تدفعه دفعًا للسلوك على نحو دون غيره.
حتى أنك تجد ثروة أحد الأشخاص تجاوزت مئات المليارات من الدولارات. ثروة ضخمة وهائلة تتجاوز احتياجات ذلك الشخص واحتياجات أولاده وأحفاده حتى قيام الساعة!! لماذا كل هذا؟
تى الدول الفقيرة المعدمة، التى تعجز عن توفير الطعام لمواطنيها، تجد أنها لا تعجز عن تكديس الأسلحة الفتاكة بمخازنها!! فما بالنا بالدول العظمى؟ كالولايات المتحدة الأمريكية
الاختلاف بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان وحده الذى يستطيع التعامل مع الأشياء فى غيابها. فهو يستطيع أن يحكى غدًا أو بعد غد لأصدقائه ما وقع له أثناء سيره فى الظلام حين انقطع التيار الكهربائي، وكيف ارتطمت ساقه بأحد الكراسى مما سبب له ألمًا شديدًا.
إن الإنسان بفضل ما يملكه من تصورات ذهنية للأشياء فى غيابها عن طريق رموز يخلقها بشكل تعسفي، ويطورها دومًا، بفضل هذا تمكن الإنسان من بناء الحضارات. وإذا كان الإنسان لا يقف عند حدود الحاضر فقط، بل يجول فى الماضى ويتطلع إلى المستقبل، فإن هذا أدى كما ذكرنا لنشأة الصراع والاقتتال بين البشر، ولكننا إذا نظرنا إلى النصف المملوء من الكوب، سنقول إن القدرة على استرجاع الماضى واستشراف المستقبل لدى الإنسان هى ما أدى إلى قيام الحضارات.