الأخبار الكاذبة والمضللة والخالطة بين الكذب والواقع أصبحت حديث الساعة، لأنها باتت متحكمة فى مصائر شعوب وبلدان، فمن انتخابات الرئاسة الأمريكية وما يثار حول تدخل روسيا العنكبوتى فى ترجيح كفة الفائز إلى ميليشيات الإخوان الإلكترونية وخلق واقع افتراضى لا يمت بصلة للواقع على الأرض، وانتهاء بما يجرى على أرض سوريا وقبلها العراق ومعها اليمن والبقية تأتى من انتشار جرثومى لجماعات مقاتلة تارة بمسمى الديمقراطية وأخرى تحت راية الشريعة والشرعية.
وبينما البعض من عالمنا العربى يتحدث عن القوانين الحاكمة التى ينبغى أن تحاكم الكاذب والمضلل والمفبرك (وفى هذا استحالة نظراً لطبيعة الشبكة العنكبوتية غير الخاضعة للسيطرة أو الهيمنة الفعلية نظراً لطبيعتها الافتراضية)، وآخرون يتحدثون عن توعية إعلامية وتثقيف إعلامى للشباب الذى يشكل القاعدة العريضة من مستخدمى ومستهلكى الأخبار العنكبوتية (وربما أيضاً القاعدة العريضة من صانعيها ومصدقيها ومروجيها) يمضى جانب آخر من الكوكب قدماً فى حياته العادية وكأن شيئاً لم يكن.
صحيح أن قادة العالم الأول والمنظمات الأممية وشركات التواصل الاجتماعى تعمل على «تصحيح مسار الأخبار المفبركة»، لكن حياة الشعوب لا تتوقف على أبواب التنظير العنكبوتى (24/7)، ومصائر الدول لا تقف على محك جماعات إرهابية تصنع واقعاً لا وجود له، ومستقبل الصغار لا تدهسه أذرع إعلامية عنكبوتية تخلط الصالح بالباطل وتقدم الخبر الكاذب على طبق من أثير ذهبى، ليتلقفها «متنبى» العصر مردداً «الخيل والليل والفيسبوك تعرفنى»!
اما الحديث عن الفهلوة
ولا يهم أن تكون موظفاً منضبطاً الأهم أن تجيد تظبيط مديرك واللى حواليك، لا يهم أن تكون حبيباً مخلصاً الأهم أن تمثل الإخلاص جيداً، لا يهم كيف حصلت على مؤهل بالغش أم بمجهودك، بالحفظ أم بالفهم، المهم أن تحصل عليه بأى طريقة، فالفهلوى ميكيافيلاوى بطبعه، الغاية عنده تبرر الوسيلة، يهتم بالكم على حساب الكيف، الكذب وغياب الضمير هى العوامل المؤسسة لشخصيته، أعداؤه الرئيسيون الوضوح والضمير اليقظ.